اثتنا وتسعون دقيقة ..
أبكت الملايين وأدمت قلوبهم
كـ خنجرٍ اخترقها ، أو سكين !
والكل يردد .. انتظرنا العاشرة
منذ سنين ،
لِ تغيب عنا بغمضة عين !
يا لنا من مسآكين .. ~
لكن .. قلةٌ فقط ، ركزوا أنظارهم على
مودريتش .. وقلوبهم معلقةٌ بآخر فرصةٍ
في المباراة .. رُكنية ، أين رجلها رآموس ..
قلوبنآ معلقةٌ في رأسك المدمر .. !
وما هي إلا ثوانٍ حتى امتلأت الكرة الأرضية
صراخاً ، واهتزت وكأن زلزالاً بقوة 10 بمقيآس
ريختر قد ضربهآ .. أيقظت من كان نائمآ برعبٍ
ليتسآئل .. ما الذي دهآكم .. !
إنهآ رأس راموس لم تُخلف وعدها , وأعادت
أملاً لقلوب الملآيين ، تحولت دموع الحزن إلى
دموع فرحٍ وصدمة .. أحيت المدريدستا من جديد !
انتهى الوقت الأصلي ، وقلوب ترتجف من الفرحة ،
في حين ذهب البعص لينام مبكراً بعدما يَئس من هزيمة
الريـال .. !
هدوءٌ يسود الكرة الأرضية مترقبين نصراً أبيض ..
أو تحطم الحلم من جديد ، لا أحد يعلم ،
وتمر الدقائق وأتليتكو وكأنه خرج من الملعب
والريـال يحاول ويحاول ، وكما يقول المثل ..
" كثرة الدق تفك اللحام " ، توغلٌ من جانبِ دي ماريا
يصطدم بالحارس لنظن الأمر انتهى ولكن غااريث بايل
يأبى ويُكملها داخل الشباك ..
فرحة هستيرية أصابت لاعبي الريآل وانعدى منها
جماهيره التي لم تتوقف عن الاحتفال ثانيةً واحدة ..
أمرٌ جعل زيدان يهرول فرحاً مع اللاعبين وكأنه لا زال منهم
.. بل وجعل ألونسو الهادئ يقفز طرباً من مقعده ليشارك
اللاعبين احتفالاتهم في منظرٍ لا تراه أبداً فهو لا يتكرر .. !
تبقت عشرُ دقائق ، قلوب المدريدستا فَرِحة ولا تريد تكدير
خاطرها ، وتسمع أصواتاً تنعق قائلةً بأن أتليتكو سيحقق التعادل
لتذهبوا لركلات الجزاء ويُخرجكم كورتوا ، حتى يأتي البرازيلي مارسيلو
ويسحق كورتوا هذا ويذله أما مرأى الجميع بتسديدة مذهلة كانت
رصاصة الرحمة لتنهي المباراة بنتيجةً لم يتوقعها الكثيرون طوال 92 دقيقة !
ولكن هل انتهى الريآل من جلد جاره ؟ لا والله ..
تتواصل الهجمات حتى تأتي ضربة جزاء مستحقة
يتوجها صاحب الـ 17 هدفاً .. محطم الأرقام القياسية
التورنادو رونالدو ، لتكون نتيجة تاريخية في ليلة تاريخية
ويؤكد الريآل .. أن لا ملك لـ مدريد سـوى الريآل !
تنافس الكثيرون خلال الصيف الماضي على طلب رحيله
وغضب البعض للإبقاء عليه والاستغناء عن مسعود أوزيل
ولكن وحده الثعلب الإيطالي كان يعرف ماذا يريد ومن يريد ،
تفجرت مواهب الأرجنتيني ليخطف الأضواء ويسلب العقول
طوال الموسم .. يقوم بكل الأدواء سواء جناح - وسط - وحتى
الأدوار الدفاعية كان لها نصيبٌ عنده دي ماريا ، ولا يخفى
على الجميع طُرقه الذكية في الحصول على الأخطاء في الأماكن
المثالية ، لاعبٌ لابد وأن يتجاوز ثمنه الآن ال100 مليون بعد
موسمٍ للتاريخ يُكتب بماء الذهب .. أنخيليتو شكراً لك !
مودريتش الكرواتي ملك خط الوسط ، من سحر العالم بلمساته
الفريدة لتلك المستديرة ، يراوغ ويصنع ويسدد ويتجول بملئ
راحته في منتصف الملعب .. فتلك مملكته التي لا يجرؤ أي
متطفلٍ على اقتحامها ، هذا إن استطاع أصلاً !
لعل تناغمه مع المايسترو ألونسو وكونهما أفضل ثنائي يملكه
أنشيلوتي جعله أساسياً ثابتاً في تشكيلة الميرنغي لا يتزحزح
إلا لإراحته .. الرقم الصعب الذي فشل الكثيرون في فك شيفراته
أمتعت الجميع يآ مودريتش .. فـ شُكراً لك مودريتش !
في 2012 نعتك الجميع بالمغفل وشتموك بأبشع الألفاظ
ليكون الرد من طرفِك اعتذاراً .. وهل تُقبل الاعتذارات في
كرة القدم .. ولكن اعتذار هذا الإسباني الأندلسي لم يكن كلاماً
بل كان أقوالَ رجلٍ تُرجمت لأفعالٍ على أرض الميدان ..
فالرد الأول كان أمام دورتموند عندما تجسدت روح خوانيتو فيه
ليبعث بصيص الأمل ونكون على مقربة من التأهل .. هدفٌ واحدٌ
كان يفصلنا .. لنعجز عنه وتسقي دموعه أرض البرنابيو في ليلةٍ
عجز المدريدستا فيها عن الصمود لينتظروا العاشرة عاماً آخر ..
ذلك الهدف احتجناه أيضاً أمام أتليتكو مدريد .. ولم يخيب ظننا أبداً
قائدنا الحقيقي .. روح البلانكوس أعاد الأمل لشعب مدريد الذي يحكم
العالم .. وقال لـ أتليتكو بأننا وحدنا من نحكم العاصمة ، فالهنود لم
يكونوا لـ يحكموا الملوك أبداً أبداً ..
راموس لا زال يعتذر لنا عن تلك الليلة الحزينة ، لقد قبلنا اعتذارك بل
انت اقبل اعتذارنا ، فأنت لا تستحق سوى أن تُرفع على أكتافنا ..
ستظل للأبد في قلوبنـا .. شكراً جداً جداً راموس !
والشكرُ موصولً لكل مدريدستا جدد ثقته بالفريق
ولم يتخلى عنه لحظةً واحدة ، لكل أولئك الأوفياء
الذين ناصروه في السراء والضراء ولم يتركوا مجالاً
لأحدٍ كي يهينه .. فالملك لا يهان ..
لكل من نبض قلبه بحب الريآل ، وانتظر كثيراً لأجل هذه
اللحظة التاريخية .. شكراً جميعاً !
لكل المدريديستا .. Hala Madrid دائما وأبداً !
